* وللحب جنون *

ذريني لي أنقذ ما تبق منّي وأمضي

إلى ترنيمة أخرى تحيي الموتى جميعا

ذريني لي أنفّذ معجزتي في خلق القصيدة

وأتكل على جدار بيتي القديم لأحمل وزر السنين

وأمضي...

ولا تتبعي خطاي ولا هدي...

فأنا وحدي قبيلة وسلالة وشعب

ذريني للذي انفطر... والذي تحجّر... والذي تبخّر

فأنا وجه آخر للحياة وللتعب...

ذريني للذي منّي أقبل على الدنيا ليزرع روحها في أرض الحبّ

وأمضي كما ورقة...

أو عتق رقبة...

أو عصفور طرب

ينحت بصوته علامات الواقع بنقاط العجب...

يا سيدة كتبت على لهب النار قرآن الكذب

وسافرت بعيدا في الأغاني

تورّمت من فرط الغيرة فأعلنت الحرب...

يا سيدة تمادت في الشكّ

حتى لونت وجهها بكل سبب متاح...

ثمّ أهملت التاريخ لتتحجر بسحرية السبب...

يا سيدة مشت بظلها كله دفعة واحدة

ولم تترك للقادم سوى وسواس...

وكأس من شراب عكس الشراب الذي يسكر روح المريد

ذات رقصة

على إيقاع الحزن في ناي راع يرعى عناقيد العنب...

ذي شمس تصعد بالليل من خلف المخيلة

وذا قمر يسير إلى حافة ميتة بسيطة قصيرة...

ليحي كلّ ليل يعبّ من موقد الحقيقة جمر الرعب...

ذريني...

ذريني...

ذريني أخيط أيامي بخيط الروح

وأعمّر في غربتي كما وتر نسي صوته في محبرة...

وشرب من ثغر البحر

آيات الكون قاطبة قبل الذهاب إلى الذهاب...

ذريني أجمع في حقيبة قلبي كل أتعاب زماني...

وأمشي الى زبد الشهوات بكامل قواي العقلية...

وبكلّ أحزان دربي...

هي الأيام سلمتني لشوارع تكتبني على كراسي الحانات

وعلى ارصفة التيه

وعلى أزقة التغافل... وعلى مقاهي الدخان الأعمى...

عسى الأقلام التي أفرغت حكاياتها على أسطر الليل

تقول ما في هذا الظلام من كرب...

ولم أنتهي... لأنّي تركت لك على قبري شاهد ووصية

في رقيّة... أترك قلبي واهجري حبّي

لأنّي بدّلت طقوسي وانتهيت الى حضن صبية من طراوة الروح

بلذة العسل الذي سرى في دمي

مسرى الفرح البسيط الممزوج بكلّ ذنب.../...

04/01/2021