'بعض صلاة في الجحيم

المختار المختاري 'الزاراتي'

لروح الشاعر المعدوم يا أمة لا تستحي'

عبستم...وتوليتم

فوليتم على رقابكم سيف أعمى

ما في مملكة الأقنان...

ساقكم بالجهل كما بعير ظمآن

في أرض خصب أحرق عوض المراكب

ملح الشطآن

عبستم فتوليتم...

ووليتم على رقابكم حيوان تلو حيوان

والربّ ينصر من أصبح

شعار قذراتكم في كلّ زمان

رقطتم الكون ببراز عقولكم

قوم بكى النعال حين رأى وجوههم

وسمع ألسنتهم توقّع مراسيم حاضر وبائهم

بخرافات كان يا ما كان

من وحشة الغربة

وزرتم الأبكم والأصمّ ليرث الأعمى في المقام

حتى خال الحمار نفسه في المرايا حصان

وقفز على جدار النهب

حتى أضحى له في قوم البهائم شأن...

وسلطة ولسان يقول ما جاد به الذلّ على الذلّ

فبشرتم بالتسولّ المعاصر كلّ الأكوان

قدتموه إلى الموت القذر بأمعاء خاوية

وعقل حتى للجوع جوعان

وإذا ولد فيكم نبيّ حقّ

في صوته الغضب ولا يعرف للدسّ كتمان

بعتموه للأعداء كنزا

وتباكيتم كما غواني دهر مكرا

حتى لا يكتب التاريخ عنكم

في صحائف الإنسان

أنكم ترقيتم في المراتب

إلى مرتبة حيوان

فأنتم والله أدنى منزلة

بقدر ما بعدت الشمس والقمر

عن أرض هكذا غلمان

لا عقل فيكم ولا حسّ

فكيف بكم حتى الآن

تتوهم الأقوام أنكم من بقايا بني الإنسان؟

عجبا...عجبا

ولا يعجب

من تفحص زهرة أرض تموت في نسيان

يغترف لها العدوّ الغريب

ويحتفي بعقلها والفكر والحبر

يسميها درّة العصر

قوّة الخلود للأوطان

أمّا أنتم ملّة الرجس النجس

هواة الوشاية والحقد والحسد

قبلتكم سيف الغدر

وقلوبكم الخليعة رمز الغائط الكوني

في كلّ الأزمان

مكرتم وخبثتم

حتى غلبتم عتاة الشياطين العظام

حتى بكى حاله وحرفته الشيطان

أيا مسخرة الدنيا بأسرها

صورة العدم وصوته

خالدين في مواخيركم

كما الزبل

ديدان تفرّخ الديدان

وفأران تحكمها فأران

'يا أمّة لا تستحي'

أليس هكذا قال من أعدمتموه

حين صارحكم بحقيقتك

أبناء زنا من ليل الخيام

حتى بيوت الدعارة

حتى شوارع مدن المواخير المفتوحة

على الهواء الطلق

حتى أوّل الآخر من  رموزكم

من زيت كاز العربان