*تمديد حجر الزمن في مدينة مكورنة*

المختار المختاري 'الزاراتي'

لم يبق عندي ما يقتل الوقت

وأسكتت كل عقارب الساعة

صور مرّة في الأعين القلقة

والشارع الأحمق

يطرق

يفكّر في الغياب

وفي التوبة عن حبّ

لا يقطع المسافة طواعية

بين القلب والذكريات

اين اختفت كلّ الكتل الخائفة

والإرهاق يزهق روح الخراب

ما كان في الميدان غيري أنا

وما تبق منّي

من زمن الغرام

الشارع قاحل

ولا مكان في المكان

والصور تتكوم

على عتبات المقاهي

وأرصفة الغربة

والوقت نهار بسبق الشمس للمغيب

والأيام كلها غائبة عن الوعي

وأنا

أشارف على الجنون

بلاد تكون حيث لا تكون

وأناس محجوزون في الحجر

وأنا

أخيط الطرقات بما توفّر فيّ من خيط الحلم

هي رقاع

يغزلها عنكبوت الحكاية

وأنا

أفتش في دفاتر التاريخ

عن مكتسب يسرّب للمعنى حقيقته

ويرخي للقلب فراش الارتياح

لا الريح شاءت

ولا المطر بلل ما تحت الثياب

ليغسل الغياب بالغياب

ولا البرد تذكّر أننا في ربيع

يشرق بعد انسحاب الموت

من مدينة الموت الدائم

يا هذا الوقت

أرح قلبي قليلا

حتى أكمل تسريح زغب الكلمات

وأستغرق في الحزن

طالما هو مهربي في مدينة

لا تبيح للقلب سواه منزلا...

يا هذا النهار

حدد حدود خطاي

وامكث بعيدا عنّي

لأتدبّر سبيلا

لتعرية اسرار البعاد

بيني وبيني مساحة ظلّ

ونواح حمام

وسفينة احرقت اشرعتها

لأنتهي من تخاريف الختام

وامشي

الى ضفاف لا تخافني

ولا اخاف مرفأ زمانها

واربك السحب حتى تخلي سبيل قلبي

ويعشق الحبّ حدّ الموت

بلا تردد

هو انا والمدينة الميتة

وظلّي

وظلّ روحي

خلف الشاشة

الملونة بحزن الايام

تكتب اسرار البيت

وتفاصيل الوظيفة

وسخافات الجهل المقدس في وطني

وهي ارتباك شباك العالم

عند امتطاء الليل لجناحي القصيدة

وهي القديمة

حيث تتحوّل الاحاسيس جديدة

تلك وصفة الحياة

في ترتيب المكيدة

ونظاما تلوين النهايات السعيدة...

شاطئ حمام الأنف

صباح كورونيّ تطاردني فيه سيارات الجيش والشرطة

31/03/2020