المختار المختاري 'الزاراتي'
غرباء التقينا
على ضفّة الكلام
غرباء انتهينا
مع صوت الظلام
أيّ أنفاس هذي التي
تحبط الشعور
وتوقد نور القلب
ليذهب بعيدا
في أفق الزحام؟
أي أنا؟
الذي يسبح في غايات الجحيم
ويكدّس على ذراعيه
أسماء الأيام؟
ما كان لي في البال أسئلة
سوى ما ارتقى منّي
إلى سماء الحمام
هناك ملائكة روحي
تسقي الغيم آياتي
وتقرأ نجمات الحبّ السلام...
هناك...
أنا الذي سئم الدنيا... وأهلها
وحمّل الحقيبة
كلّ دفاتر الحزن
وغضب السنين
وكتل الأحلام...
وهناك ظلّي
يستر عورة جهنّم
مادام رفيقي في الحياة
ليس أكثر
من كأس المدام...
يا سيدة تركت على كفّي رائحة الليل
ومضت
ترشق الخطى
في فضاء
لا يرتدع
عن ارتكاب قتل الأقلام
يا سيدة تآكل ظلها
على مرايا الزمان
فمسح النادل بمنديل السخرية
خيالها
من على بلور الحان القديمة
وغاب الكون
والناس غدوا
في وضوح الشمس
يمشون وهم على قيد الوقوف نيام...
يا سيدة حرّمت نبش الذاكرة
واستسلمت لطقوس النحو
والصرف
فلا اللغة صرفت
ولا الصرف صرف عن اللغة
غشاوة الضرام...
هو الغرام قاتل لصاحبه
إذا ما مسّ عمق اللسان
فسال كلام...
وهو الغرام ينشأ من رسم
يمشي على حسّ
ويقضي بمسّ من جنون
وأوهام...
وإذا ما استفاق الليل
من غفلة الطريق
ألهب الحريق أوراق القلب
وتأكّد العدم والانعدام
وغاب القلب... توارى في الشوارع
ومناديل المودعين
على رصيف الختام
غرباء التقينا سيدتي
على ضفّة الكلام
غرباء انتهينا سيدتي
مع صوت الظلام.../...
22/06/2020