/image%2F6533527%2F20210504%2Fob_a7123e_72210331-560094848098696-1457148014006.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
لا أنا
ولا أنت
ولا الوطن
ولا حتى القيامة
سلمت مفاتيح الجحيم لغيرنا...
لا أنا مشيت
قدر مستطاع النخلة
وكلمت السنبلة
واتفقت أنا
والطير..
على سحب الولاية
من سليمان النبيّ
ولا أنت عانقت الريح
وطرت
إلى أبعد من ظلنا
ولا الوطن تحرّر
فكيف نموت
قبل أن يولد فينا قلبنا؟
يا سيدة كتمت
سرّ الهوى
حتى لا يفضح القلب أمانيه
وغنت وحشة الأيام للصمم
ولغواية الليل...
هل كتب على الأنبياء
أن تقتل على يدّ أهلها؟
والحبّ يغتال فينا
نخنق روحه بأيدنا؟
لا أنا
ولا أنت
ولا الوطن
ولا الشارع الرسميّ دجج اللغة بواقعها
لكن الكأس يكفيني
لأحيين لساني
وأعطيه ما يكفي من الصور
والمشاهد التي تبكينا...
يا سيدة تنسى
وتنسى
كما لو كانت ظلّ وجهها على الورق
أكتب
(كللّي يحترق)
أو أكتب
(روحي تسرق مع الأيام)
أنا لي ليلي ينطق هواه
وهواي أنا
دين لا ينتهي
الاّ بخاتمة الحياة
التي نحياها
لأنها تحيينا...
لا أنا
ولا أنت
ولا الوطن
ولا الظلام الذي يلاحقنا بستائر الغربة
يدين كلّ الرافضين لابتسامة البحر
حين يغرق في عراء أجسامنا التي
من رحلة
الى رحلة
ومن موت الى موت
تميت أنفاسنا حزنا
وبسخرية الزمان تحيينا...
يا سيدة فوتت الوقت
وتناغمت وضدها في المرايا
وانقلبت على عكس الحكايات البسيطة
لترتكب الغياب يقينا
والغياب معنى
ومنتهى
ودفتر حساب...
وترنيمة حزن تدمينا...
كيف أبحت للغيمات
تكتب اسمها على لوح التوتر
وتنسحب من ضوء الصباح
لتنتهي في ذبول العمر..؟
كيف تقلّبت في قماش الحضارة
وتركت حقيقة الانسان في وهم الكلام؟
كيف تدثرت بأماني من زيف الأيام
وقدّمت العمر قربانا ثمينا؟
لا أنا
ولا أنت
ولا الوطن
ولا حتى القيامة
سلمت مفاتيح الجحيم لغيرنا...
24/06/2020