المختار المختاري 'الزاراتي'
شكرا سيدتي...شكرا
للمجيء...وللذهاب...شكرا
شكرا فكلّنا لليل أواب
وكلّنا من تاريخ نجئ
من معنى
من وثن ...لعنة فينا
يقتل منّا الأعصاب
ولا أعصاب لنا الآن
تتحمّل سؤالا بلا جواب...
شكرا سيدتي...على ما في السراب
من وجه للحضور حين يرهبنا
حضور القلب المندس
في روح المارق القدّيس
ذات غياب...
شكرا على معاني للمعاني الحقيقيّة
ولك منّي ما هو غنيّ بكلمات ترشف
من بوصلة الزمن
ما في عالم الأغراب...
ربّما أكون من رقم طينيّ
يجمع بين مسلّتين من قوانين العذاب
شكرا...ألف شكر
على ما يمكّنه الصمت من صوت
يلامس رسم الخيال على خارطة الروح
ووجه الليل للعبّاد محرابا
شكرا...سيدتي ألف شكر
حين يحمّلني الكلام وزر أتعابا أخرى
فالمنسلخ من المكابدة في متاهة
الحلم...
والحلم سيدتي طاب
فشدّي عليّ أزري لأشدو
مادام الشدو في وطني مهاب
شكرا...على كلّ لقاء
في سحاب القلق
والقلق سحاب
شكرا حتى على التهديد بالانسحاب
من حلبة الرقص
والهرب من البلاد ككذبة الموت
فالموت في شرعة الكلمات كذّاب
وفينا سيدتي ما يكفينا من التوحّد
ولنا في التلاقي ألف باب...
شكرا...شكرا...شكرا
كان الكلام
رحل الكلام
عاد الكلام
ذهب الكلام
والكلام سيدتي أسباب
فا الذي فينا أبدا ما تاب يوما
حتى يستتاب
هكذا كانت الكائنات في صلبها
وضوح الغموض
في افتضاح الخطاب
شكرا سيدتي...
لعلّ وجهي لا يكفي
والأرقام لا تشبهني
ولي منّي ما هو فيك
وفيك مني ما هو فيّ
والأرقام ليست للحساب
شكرا لك سيدتي
حتى وإن بقيت خلف الحجاب...
شكرا
لأنك أنت...أنت
وأنا...هو أنا
ولم تزيدي لأزيد
وأسأل هل من مزيد؟
ولا شيء شيئه التراب
سوى أننا من تراب
نعود لأغلى تراب سيدتي...
لا أنا بالعرّاف لأبلغ الغيب
ورغم كوني من بحر أصعد
إلاّ أني لم يرحمني الكتاب
فأرقامه للغاوين متع
بسحر جواب...واللا جواب
شكرا سيدتي...ألف شكر
فأنا المريد
والمريد في الحبّ
يرقصه صوت من باطن الصمت
لحنا من سكر كأس الحياة
من خمره تلهب جمرا القلب
والقلب في جمره إلهاب
شكرا لك سيدتي
لكلّ معنى
لكلّ همسة
لكلّ رسم للعتاب فنحن من نسب العشّاق
والعشّاق أنساب سيدتي...
تونس:29-05-2012