نون...والقلم سطّر شفرة القلب الأخيرة

المختار المختاري 'الزاراتي'

1 ـ نون...والقلم سطّر شفرة القلب الأخيرة

ورقص الوطن على زمن الجنون

برغبة التفصّي من الجواب

أتحبّها حتى هذا الحدّ؟

هو السطر ذاته يشتكي وحدة الرحلة

ويهذي اسمها حدّ الموت

2 ـ لام....ميم...والعمر الذي غادر عمره

ليثبت أنّ اليسار قلب تشبّث بالحياة

وأنّ اليمين كتاب جهنّم

وأنّ نشوة الانتصار على الدنيا شاعت

بين أهل الرغيف ذات غبش

وأنّ ألف التعريف خصاها قدر الرخام المائيّ حتى تحكي

للتاريخ

أن البلاد تسقينا في العطش عطش

وحين نشيخ

تلتهمنا مع ضاد الأضداد...

ولا ينسينا طعم هزم الرايخ على خطّ النخل والرمل وبحر ضاد

تنسحبين شهواتها كما خرافة الصحو الذي من سكره

ينحت هاماتنا وهي تقف بالمرصاد

لكل اضداد الارض السفلة

يخرج القتلة من رحم القتلة يا وطني

ومن سلالة الخصيان غدر الجينات المخفية

في طوفان الكيد والكنز

ويكون يومك

وفيه أكرم أو أهان ليكون عزّي

وعزّك عزّي يا وطني

واذا زلزلت زلزالها

والقلب من روحه المجنونة أوحى لها

أنّ الحبّ شرياني الذي يسقي جمالها

وجحيمي دمي الذي عرّا لها مرايا الأيام

وختن الوجد بأحرف من مثقالها

والروح روح النخل والزيتون والبحر الذي

غرس في القلب قرآنها

هي البلاد...'افريقيّة' بكل دلالها

وهي النون التي تفتح في ظلّي اخصاب أرحام

تلد من قلب مليون ولد في جسد واحد

يخرق بخارقه زمانها

هي البلاد...والبلاد افريقيّة التي طمرت في كل حقب الارتداد

وفي اسفل سافلين

جيوش الارض وغلمانها

وخطت على وجه الشمس اسما للإنسان

وبكل الاديان والأجناس والألوان

 روح الحبّ

ودين العشق عنوانها

3هو الوشم ذاته

والبحري بحريّ القلب

على ضفة الأغاني

وعاشقين يمما الوجه شطر الناس...

وتسلحا بالجنون

تسللا الى احضان نبيذي في غفلة القدر

وذات شمس تؤنس نيران صدري الغاضب

من سطوة زماني

هو الوشم ذاته

والتوحد ذاته سرّ الحضن الذي

من عرش الربوبيّة غيّر مشهد تأبين القصيدة

والموجات عقوق بغير حبّ

كبّلت بصيرة اليتم حتى لا يشاهد ناصية الذين يسترقون

السمع لهمسات عرش الحبّ

بغاية كتابة تقارير أمنيّة في الغرض

لكن لم يسلم الأذى من أذية البهائم

ولا حتى الحبّ سلم من النميمة

والنميمة في شرعتنا واجب وطني

هو الوشم ذاته

والبحر ذاته

وأنا

ما كنت سوى ما أنا الذي يسري الى معراج الكلام

والله يعلم سريرة العاشق

حين يعاقر جعته الربانيّة

والعمر يناهز غفلة الملكين على تدوين الوشاية

هو الوشم ذاته

والبحر قدّس سرّه

وروحي التي تقترف جرم العشق والغناء

تراقص ألم الأيام الذليلة بما أوتيت من عمل أنامل عاشقة

نسيت تلوين القدر بلون الوضوح

وتنبجس من صدر الليل فاتحة للسؤال

أين أنت الآن حبيبتي؟

أأنت في سرير الوشم أم أنت صنو الخطيئة؟

الله يعلم أنّي شربت الكون كلّه فقط لأكون في هذي اللحظات

فراش قلبك المبسوط على نبيذ البلاد الشعبيّ جدا

ووتر الأغاني التي تفوح شهوات

هو الوشم ذاته

ومعبودتي ذاتها

والبحري يجري بلا مستقرّ في القلب

والأسرار علانيّة تبصم بوجد جنات عدن وكلّ أنهار الرغيف

والدم البحريّ يزرورق في مرايا الكائنات

وجود ؟

ما هو بوجود...

حقود عصري ومصري

لا يشبع من موتي ولا من جزني

ويصلى نار القلب ولا ينفتح سرّه

الى ذات جنوني...فيغريني بالخاتمة في كفن جسدها

وهي تحضن قلبي

وكلّ الكلمات التي لم يقلها سكري لحبها

يا سيدة البحر والنخل والزيتون

وصحراء الليل في نجوم سماء تشكوا سحر الوجد

هو الوشم ذاته

وسيمياء اللغة ذاتها

وكيمياء الربّ ذاتها

وبخور الحبّ ذاته

والبحر بحريّ بغير أقنعة

جاوريني في المدى

وأرجعي صدى الكلمات إلى مهد لم ألده ولم يلدني

لكني الذي لم يلد ولم يولد

ولم يكن كفئي أحد سواي

في جنوب السماء

فاقرئي قلبي قرآن الزمان

ليكون الوطن مئذنة تبشّر بصلاة الانسان

الله انسانيّ

الله انسان في انسان

هو الوشم

وذاته

والبحر وذاته

والحبّ وذاته

والقلب وذاته

وهو انا وهوّ هوّ الذي ذاته

في ذاته أنا

والحبّ المتهم بارتكاب خطيئة الحبّ ذاتها

والمواطن الرقيب ذاته الذي يكتب تقاريره في كلّ العاشقين

أغفلهما البحر ذات غفلة المخبر ذاته الذي كشف ذاته

لنشرة منتصف القيض الوطني ذاته

وحلم الزمان في كل ايام السنين ذاتها