*الغريب عاشق الليل*

المختار المختاري 'الزاراتي'

شكرا لليل

ألف شكر

وكلّ العرفان

هو الذي يغريني بالحبّ

ويمنع عنّي الحزن والكتمان

ألف شكر لليل

يسقيني نبيذ الهوى

وللهوى في الروح حكايا

وذكريات

وأشجان...

ألف شكر لليل

يحميني منّي

ومن كلّ غربتي

في بلاد معدومة البلاد

خالية من الخلاّن

ألف شكر لليل

كؤوسي مترعة

والليل ينسيني الزمان

وكلّ الذي مضى

من أقاصيص التيه

والعصيان

لي فيه روح هائمة

ولي فيه

تراتيل الندمان

ولي منه حنو

ودفئ

وعشق بريء

وذكريات زمان كان

فألف شكر لليل

ألف شكر وامتنان

أنا الذي ما غيرت جلديا

وما غيرت صوتيا

الذي مهرته للعصيان

فأنا وإن كبوت يوما

أنهض سريعا

ولأنّي إنسان

أعشق الحياة

ولكن عند النوائب

تكون المنيّة لي مستقرّ

وعنوان

فأنا العاشق أبدا

وأزلا

لآنّي في الحبّ

إنسان

بألف لسان

فألف شكر لليل نديمي

ساعة لا أهل

ولا خلاّن

ولا ندّ كفئ

ولا حتّى حيوان

من طائفة الجيران

مليون شكر لليل

الذي يدثرني

ويرحل بي

بروحي

إلى اللا مكان

ولا زمان

يخرّب الأنساق في روحي

ويمنحني الأمان

ولأنّي الغريب المغترب

في بلاد قيل أنّي أحمل هويتها

وأشكّ

ففيها ألف عين

ومليون ساقط

وكم مليون *(طحّان).

فألف شكر لليل

الذي يعريهم

يعرّي سرهم

وسترهم

لكلّ واهم

أنّ البلاد هنا والآن

هي بلاد الأمان

فألف شكر لليل

وحده من يهبني الكلمات

والمعاني

والحبّ

الذي يسحقّ كلّ الأوثان.../...

*ملحوظة: كلمة طحان مستخدمة بمفهومها التاريخي النابع من أيام مقاومة الاستعمار الفرنسي حيث كان الفلاقة الذي يمسك بهم من خلال وشاية متعاون نذل مع المستعمر يوضع في مواجهة مباشرة مع الواشي الذي يلبسونه قناعا هو كيس طحين يثقب منه مكان العينين فقط ومكتوب عليها كيس طحين فاشتهر هؤلاء الأنذال من خدمة المستعمر بتسمية طحان.

من الحجر الصحّي المدد

رادس

12/04/2020