*الرصاصة هي القصيدة*

المختار المختاري 'الزاراتي'

ليت يكفي الكلام

ليت يزفّ الليل للظلام أصالته

وننتهي من ترديد مذهب الصفر

لا فاصل للأغنية

إذا ما الجرح فتح بابه للصمت

ليت يكفي الموت

لنغنى ما فينا من نصرا على الطريق المرّ

ليت اللسان يرسم عتمة زرقة النار

وهي ترقص رقصة حريق

يتلو رائحة الخراب

على طاولة حكام الجماجم

وهي تعبّ نخب تشتت الصوت

في فضاء الرصاصة...

ليت يكفي الكلام

لننتدب من قلوبنا بنادق الرعد

ونخطّ على الزناد رسالة لكلّ كلاب الحراسة

ونعرّي نجاسة الزمن

لعيون تخشى عريها لأنها مشهد النجاسة فينا...

ليت لي قرآن أتلوه على الأغبياء

فيزيح غمامة الجهل عن ريشة رسّام

يغزل من روحه دمعة ملونة

في شكل تمرة وقمح وملح وزيت...

ليت الصور تكفي لتحكي الحقيقة

ليت العمر يكفي ليلخّص حلمه

حزنه... سعيه في دقيقة...

ليت القصيدة صاروخ

ليت الأحرف مدفع

ليت الخارطة تختصر في مكان واحد

وفي زمان واحد

وفي ساحة واحدة

أزلزلها فقط بمجرّد قلم

يقذف جحيمه بقرصه إصبع...

ليت قلبي راية وسكّين وكفن

كن قميص روحي

الذي شقه غيضا الأنبياء

كلّ الأنبياء

وقدّه من فرط الغضب الرسل أجمعين

من فرط الحزن على حالي

هو لفلسطين وطن

كن يا أنا للمدى

ولتاريخ الورق جهنّم تحرق الأعداء

ويستنشق عبق الحياة

من نبيذ الحبّ

المسكوب على تراب يستفيق الآن...

ليكتب على جدار النهايات

كلّ البدايات السعيدة

كنّ يا أنا... لفلسطين عاشق المنيّة

ورصاصة من قصيدة.../...

19/05/2021