*عن الصداقة والصديق*

المختار المختاري 'الزاراتي'

لا تتباكى على ما اقترف اللسان
من زلة لا ينساه النسيان...
ولا تتمتم بما يلوكه العاجز
عن ردّ القرار
فصدق الحكم من صدقية الشجعان
نعم للصديق مكانة
لكن لا يغنم منها
مغانم الغربان
هي السنابل لا تموت
وفي كلّ موسم الشمس
تعلوا كما يعلوا زهر الحقّ في بستان...
والصديق صدوقا
وليس التطاول
من شيم راكب الأوزان..
ولا التجاوز يقبل عند آنف
فالقدر محفوظ
والودّ لا يدنوه
أو يمسّ زينته
ما في النكران من نكران...
فلا أنا.. أنت
ولا أنت.. أنا
ولا الذي جمعنا يوما
سوى الذي شربه عنّي الحان...
ولا أنا صنم
لا أشعر
أو غابت عنّي عزّة نفسي
ووقاري
حتى بتت عاري كما الأوثان...
أنا الذي في الصداقة
معقل
ومنبع
ودرب
بالحبّ يكتب عنوانه
على كلّ أبواب المدن
والجدران
أنا ما تركت لساني يزلّ
ورعيت الودّ
حتى مسّني من صمت عن الردّ
ما حجّر روحي وصمّ أذاني
فلا...
لا تتباكى على ما اقترف اللسان
من زلة لا ينساه النسيان...
لا القصائد تعصم صاحبها
ولا تسقيه شراب ندماني
نعم أنا السكير
العربيد
لكنّي وحدي الذي يطبّق
ما جاء في القرآن
وأحفظ لكلّ صديق صادق مقامه
وأرعى ذاته
التي ذاتي في صورة إنسان..
وأكتم ما من قلبه سال
كحبر على بياض كفّ وإن كانت تعاني
وأحمي روحه
وبوحه
وجروحه
من اندمال وأمنحه ما عندي
ولا أطلبه حتى وإن بتت على الطوا جوعان...
هكذا أرعى الصديق
فلا أقسوا
ولا أجافي
الاّ إذا مسّني ما لا ينساه
نسياني.../...

14/06/2020