جمهورية الكلمات

لا تقل لي أنك الرهيب في الحبّ لا تقل انك المصيب في الحكمة لا تقل انك الوحيد الاوحد الذي تربّع على عرش القصيدة وغامر بالهجر حتى لا يفتح باب الحياة على جهنم الحزن لا تقل انك البحر الذي غرق في لجة عشاق الغربة لا تقل انك حبيب الروح القدس وأنّ الكتاب نزل عليك...

غادرت صوتي حتى لا يجنح لمقارعة الجهل بالجهالة... ومن لا يدرك معنى الصمت تأخذه الغواية للدرب القديم ويسقط في جحيم ما أقترف قلبه من الدسّ غادرت صوتي لأن وقتي لي ولي وقتي ولي أكثر مما أقول لأن الكتاب وحده منبع حكمتي فمن ألقى بالعواهن على العواهن تخدّر ورقص...

ما الشرح؟ ما التفاصيل؟ ما الليل...؟ والقلب تفضحه في العلن المواويل وما في السماء من تراتيل لها في الروح منازل و تنزيل... يا صاحب مفاتيح البحر افتح صفحة من دفتر الغربة بعدد موجات الضياع واذهب بعيدا إلى غايات الذي قيل عنّا في كتاب الزمان من تقلّب الفؤاد...

كم حاول الوقت هدينا ولم نهتدي بعد لما يوقظ القلب من غفلة الأيام يا سيدة تنام في صورة بلا برواز هزّي جذع النخيلة بساقط الحبّ عليك انغاما وسحرا لملمي ورق التوت واغمس في الأحرف النارية للقمر وجه حالم ووجهك المتبسّم بثقل الحزن يحملني الى اشتهاء لثم المدامع...

لا تصغي لوتري فالحزن الغامق يحكي مقامات الليل والصمت بلا لحن موت وظلّ جحيم ثقيل وصرخة بحر هادر يرعب خريف العمر بأشباح الراحلين هل يلحق بي آخر قبس من نور حكاية حبّ وثنية؟ هو القمر يخترق ضفة الوجع في تراتيل الناي مبحوح ... مجروح القلب ينهد فوق ضفاف القصيدة...

لم يبق في الكأس سوى هذي الغفلة لم يبق سوى بعض التفاتة إلى مجهول اللغة فينا لم يبق سوى هباء سيجارة وبقايا صوت يحكي ذكريات تقنع الراحل بأنّ الليل مازال يبهر القصيدة ويغرق القلب في نسيان التراب لم يبق في سلال الماضي سوى أسماء أهل ورفقة وصحاب... لم يبق سوى...

أن تشتهي أن تشتهي هي شهوة أن تنسى يدك في يد الحقيبة تلك رغبة أن توقد قلبك شمعة لليل هو الحبّ ذاته وآنت الدمعة التي تسيل مع بياض الورقة أن تضحك ملئ الغياب في الحضور الأخير ذلك هو البريء منك فيك يصلّي للذكريات وللقاء جديد في الشهوة المطلقة كأنّ الذي أتاك...

علمني صمتي الخروج إلى أرض الحقيقة ولبس المشهد حدّ النخاع وتفريغ القلب إلى شوارع وأرصفة علّمني صوتي أنّ السماء لا تمطر بغير حريق الشمس وأنّ البحر مجال القلب الحيوي لتنشيط ذاكرة الأرض وأنّ التراب له عطر لا يعرف سرّه إلاّ الذي حفظ تاريخ النبض علّمني لساني...

ماذا بقي مني ماذا بقي من عمري ومن الذي يمكن أن يخبر الأحرف عنّي عن بقايا الأسئلة التي لم تنتهي فيّ وفي دفاتر الانتظار التي تقلقني ... عن كل القوت الذي سبق وقته والزمان يتمعّن في صور التمنّي ماذا بقي؟ وانتهى في صعلكة وضياع خارطة خيال امرأة ذهبت إلى خاتمة...

أجاب صمتي صوت النواقيس ليلة الحظّ تبعثر بين أكياس الزبل وضوء فوانيس الليل هي روحي تغير مسراها ومرساها وتعبث بما تبق منّي على رصيف الناس وتحدث انفتاح منعرج القصة الخاطفة وأنا ما كدت اصل بعد لمنتهى القصيدة يا غيرتي على الأرض وحبّي القاتل لسماء تغرس في قلبي...