/image%2F6533527%2F20211021%2Fob_b44a06_71914135-2501870329893038-528343365673.jpg)
* في توديع المثنى *
سقطت ما في الذاكرة من أوراق ذبلت موازينها
وتردد في أفق الرؤيا نقرات
وضوء مشبوه يخرج من بقع
على خارطة القدر...
هنا يستمرّ القلب في تشريح العبارة
ويتوضأ بنبيذ الاحتفال بآخر سطر في الأيام...
كم تشبّث بنا الوقت
ولم نحتمي بما يسرّ الليل في صدورنا...
هو المطر يغسل وجوه الغرباء...
ويمنح بعض دفئ في خلايا القصيدة
يشرّح تفاصيل اتجاه الريح...
حتى لا يستقرّ في رحى المكيدة
ويمضي...
ليستقيل من ذاته
في وطن فضحت عورته الجريدة...
وها نحن يا أنا...
نمشي على وقع أنفاس ثملة...
نجرّ خلف السخرية مرارة الحبّ
ونخطّ على أبواب الهم...
كان حلما...
وما كان وهما...
وللجهل حكمته أيضا...
وللروح طريقا تنتهي في منعطف السؤال...
يا سيدا بلا عبيد...
يا ذاهبا إلى حزن القصيد
وشدو الليل الغارق في ظلّ بحر من التنهيد...
سلّم بما لا يغريه جمر الهواية...
وارجم بجمر الواقع ما في أرض الغواية
وبكلّ ما فيك من كلم...
قل أدركنا النهاية
يا بؤس موطئ حملته لقبضاتنا أمواج البداية
كم سار في الركب من اسم
ترك على طاولة السكر بصمته
وغاب في تغريبه
وفي تغريده...
كما عصفور مهيض القلب
يرتجي من الدنيا ترياق الحبّ
ليشفى من تسلل أوبئة الكون إلى لسانه
وهو يغنّي تراتيل من كتاب الوصاية
وكم ترادف على الرمل من سنين
بللت بالنار مقلة الغافل عن صفحات الخطايا...
ذي ترنيمة منسية
من التعليق على ستائر الكعبة
لم تحفظ...
ولم تكتب بماء الذهب
ولا عبقر مسّ لبها...
لكنها ستعيش مع الذين في كل واد يهيمون
وتغنيها الريح للطير المحلق فوق قلب الدنيا
ويضخّ الحبّ فيها دما طهورا...
يسقي ثراها ليعشق الليل صداها في الحناجر
وذي سبيلي أمشيها وحدي وأغادر...
يا عاشق الريح ربّما كبت بك سيدة في شارع
تركتك للصدمة تأكل من خبزها حزنا...
تذكّر أنّ قلبك أكبر
يا واقفا على حدود الصبر...
انفجر صوتا...
أو تحمّل ثقل الحقيبة وغادر...
يا شاربا القهوة
بمرارة الأيام
تجمّل بكلّ ما فيك من معنى للحياة
و ثابر على مداعبة أوتار النار
لتنشئ من لحنها لون الأشعار...
واثأر لموتك
في مدن تحفر في التاريخ لك القبر تلو القبر...
واكتمل لتنشأ من رمادك... كحلا في أعين الجميلات...
أو تمرا عسليا في ثغر الحبيبات...
أو شرابا ألاهيا يحي العاشق من الممات...
وكن... لتكون سيّد الكلمات.../...
31/12/2020