/image%2F6533527%2F20211025%2Fob_5fad67_rxnatvl.jpg)
* في جنازة الوقت
تأملت وجهي في المرآة
كان البحر هويتي
وكلّ المتروك من عفويتي
في خوف الجدران من حزني
هل زمني معافى؟
قطّ لا...
هلّ الغرام معافى؟
قطّ لا
هل الشارع معافى
أبدا لا...
هل قلبي معافى
ربّما...
وما أصاب لساني
اذ شكّ في ما ربض في الخفاء...
* في جنازة الوقت
لا شيء ينتهي...
كمجهول يزرع أوله في آخر يوم
نحياه في هذي المقبرة...
ذهب العمر
ذهب...
والرؤيا تنبت من حفر وحطب
والنار تترعرع في جيد بنت لهب
وروحي تسكن في عنقود عنب...
* وفي جنازة الوقت
خطّ التاريخ أعبائه
فسال على الصدر كجلمود
يعصر الأنفاس...
هل يعني لنا شيء ما رتبناه في المعاني؟
قلبي يدقّ نقاط استفهام وتعجّب
ولا يقف لا على النقاط ولا على فاصلة
بل يواصل شرب ما يعصره عرق التعب
ينتفض الحدس
يحكي نمط الحروف على الرصيف
وأرقام الساعة تدقّ لحظات القلق
والبصيرة تتذكّر أحرف الربّ الطيّب
وهو يأمر الطير
أن ترتّل الحبّ فوق اغصان
تنبت في قاموس لغة السراب
هل البلاغة تذكّر مؤنّثها بلا توتّر للعبارة؟
* مرّت الجنازة
والوقت في اللاوعي وعي
وأنا لا اذكر اسمي
ولا اختراق الصمت ما تركه الفراغ
في استجابة الموجات لمثير عابر
والبحر يسدل ستار النهاية بالليل...
ذي ترنيمة من غياب
وهذا لحن من سفر
والحقيبة بلا لون ولا طعم
تغرف من الحزن ومن دمع الشمع
أصل الحكاية الطائشة...
هل أجّل الوقت وقته
فصار غبيّا يرتدي كفنه في حانة سفلى...؟
من سيحتفل إذن بمولد الحياة من رميم الوقت
وهذا قلبي هيكل معبد العاشقين يستقبل
سلالة تدرك أنّ الله غياب في الغياب
يكمل حضوره في قلوب البسطاء وعبّاد التراب...
وذي بصماته تبسط الثرى لخطى شاعر كفر بالوقت
وقام ليصلّي لراية البلاد
قيل في نشرة الأخبار زورا أنه تاب وما تاب...
سجد
ركع
بكى
رتّل
سبّح
ندب حظّ الوجود في حدود بلا جسد
ذي كلماته ترحل مع الابد الى الابد
وتصرخ في الليل
وفي رحب البحر
وفي السراب
ربّي دمّر هذي السلالة قاطبة
وليعم الخراب
ربّما يولد من اللاشيء وقت للوقت
ولحياة كالحياة
وينشأ من العجب الحبّ
لكلّ اسراب الطيور
وينشأ من الرمز كأس الحياة نشربه مع الوقت
وننخب الزمن الذي
يكتب على الرخام قصّة الشمس
تسقي البحر جمر العذاب
ليكون مطرا عذبا يروّي قلوب الناس
بنبيذ الفرح في ليل لم يذكر في كتاب.../...
22/09/2021