Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
جمهورية الكلمات

جمهورية الكلمات هي جمهورية الكلمة الهادفة والفاعلة في تكريس العشق المباح للوطن وللانسان وللمعبودة بلا تمييز لا للمرجع القومي أو الديني أو اللوني أو الانتماء الفكري على أن يحترم الآخر.

'أغار من نسمة الجنوب' (1)

Publié le 4 Mai 2021 par المختار المختاري 'الزاراتي'

'أغار من نسمة الجنوب' (1)

المختار المختاري 'الزاراتي'

يا ها الليل تمهّل

أشفق على شهقة خجلة

حبلى

بصور ماضي

كم ظننا أنه رحل

مع ما نطقته المساحة فينا

حتى ارتبكنا من وطئ الظنون

وما خلفته سياقات الفوضى

والوجود في توقنا للرجوع

إلى رحم الليل...

يا ها الليل تمهّل

ولا تضيق بنا

فينا

ليستفيق التيه

ويشفق على عراء آياتنا

قدّام نجوم

تكتنز ضياء قلوبنا النورانيّة

هي وجدانية ترتاح على راحة السماء

وتتيح لأصواتنا الغثّة الغناء

"فنغار من نسمة الجنوب"

نحمل ثمار العمر

إلى ليل يطول

وجرعة أمل تسيل

من قلب عليل

وما تراكم منا على رصيف الغربة

من حبّ قاتل

وقتيل...

يرتوي من نبيذ روح

عصرها السفر

بين مرافئ التأويل...

مشت بكل أوزار جريمة الحبّ

في جنازة قلب

مات من شدّة احتراق الليل

في الورق الغارق في وهم

ينحت على جدران الزمان

طريق نازل في التنزيل...

أي مفازة ننتقي

وأي تبريرا نتقي

وأي نهج نحتذي ونرتقي

وأتعاب العمر

وقلق القادم من خلف حجب

وشهب ترجمنا بما نستقي

من ذكريات ترمي بالكلمات

إلى لسان متفتق

وهذا الليل يعشق الغرباء

ويحمل في ثناياه

مسرب بحر يرتّل

لحن

توزّع القلب

بين نسائم جنوب هو عشقي

يا ها الليل توكّل

فالقلب اشتاق

لأرقّ من ذرّة حبّ

وأدقّ من نسمة حلم

وأكبر من نور يقذفه الربّ

في صدر الغياب...

وهذا قمر يرسم على الموجات

ما يلطم وجه العاشق

برذاذ من زبد الحنين

لليلة حبّ جنوبي...

يا ها الليل

ذي أيام على الطريق

تشيع الهوى حريق

ليلتقي لهب القلق

وسعير الشكّ

وحطب الأفكار

في نير كأس الحبّ

وتستفيق المدى

من صدى الحزن

فينطفئ اللسان

عند كتمان أسمها

علّه الليل

يكتشف المخبوء في النخلات

ويرسم اكتفاء الصفحات

من تلوين أسطر الهمس

الذي يحزّ بسكين الصمت

حفيف السعفات الخاليات من السأم

لأنّي أغار

يا ها الليل

"أغار من نسمة الجنوب"

السبت 18/08/2020

حانة بقليبية

  1. ملاحظة: (أغار من نسمة الجنوب) طالع قصيدة لأحمد رامي غنتها أم كلثوم سنة 1957 ولحنها رياض السنباطي.
Commenter cet article