* لم يتغيّر شيء حتى الآن *

المختار المختاري 'الزاراتي'

لم يتغيّر شيء

كلّ الذي أرى رماد حقيقة كانت

وأتلفها فضاء اللغة في ثنايا التخيّل

هل كان للخيال مكان في مشهد الموت سدا؟

هل وقفنا على حافة النسيان

وغرقنا في حفر البالوعات بغير هدي من المستتر فينا؟

ما كدنا نعب رحيق الحبّ

من نبع الورق القديم لحظة نشوة

حتى تملكنا الحزن يا قلبي الصغير

فهل كنت وحدي في الطريق؟

أم أن الدرب مسحور

والليل حريق...؟

لم يتغيّر شيء

كلّ الذي كان مسرحيّة

نصّبها الوقت البائس على منصّة التصفيق

وكنت أختار ألوانا الحبر لأقلامي

وأخطط هندسة التسلية

بالذي فيّ يشتاق لحبّ يحملني لغريق

أشتهي منه فقط لحظة التحليق في مطلق روحي

لم يتغيّر شيء

هناك حذو الرمز ألقيت خطاي

وباركت علل الزمان

حتى لا أنافق التاريخ

وهناك حيث المعنى

تركت بصمة روحي تغيّر اتجاه الخارطة

من الصفر إلى قبري

وأمشي بظلّي إلى حدود العبث بموسيقى الصمت

وأخطّ على جبين الليل

آيات بينات من ذكر الوطن...

ومع ذلك...

لم يتغيّر سوى عمري

وتهدج الصوت عند تلاوة قرآن الشعراء على قبري

وما خرّب رسم الكلمات على دفتر

من مرايا الزبد الصافي على شاطئ بحري

لم يتغيّر سوى رسم الصفر على الصفر

وها هي الأيام تجري بي إلى غير مستقرّ

ولم يتغيّر سوى رقم الوقت في نشرة الخبر

وما أدراك من خبر له في الناس مفعول السحر...

فهل يتغيّر شيء بعد رحيل الطير؟

07/05/2021