محرقة الروح الشقيّة

المختار المختاري 'الزاراتي'

هل قلت كلّ ندى الغزل؟

وما يرعب شمس الزيف؟

ماذا نسيت...

حتى أفضح لساني بقدر المستطاع؟

كلّ ألوان الحبر سالت على شفتيّ

حتى تغير شكل الغضب في الحروف

ومازال بي خوف

من هذي البلاد المرعب المخيف..

بلاد لا تستقرّ أبدا صورة على خارطة

كأنها شهوة غريبة

من شهوات الزمان الأبله السخيف

تسقيني كؤوس الغرام

وتذهب بقلبي إلى جحيم من الصدف

في حلبته أصارع موتي

وأظلّ أطوف بي فيها

وبها أظلّ...أطوف

هل قلت ما يكفي لأعترف بالحبّ؟

أظنني كفيت

في صمتي وصوتي

وأكثر مما يطيق الغريب في وطنه

تصاريح المريد الودود العطوف

أو أنني أخليت سبيل كلّ قطوفي دفعة واحدة

حتى تضيف لغايات الجاثمين

على رسم مائي الضنين صروف

من الجهل المقنع ونهب عمري

ومازالت تزيد وتضيف

وأكون آخر آيات اللذين

يرحلون الآن

إلى مثوى خاتمة النزيف...

أكون روح الكلمات التي تعلّم الصحو

قرآن العشق

وزبور الواله الشغوف...

يا هذي البلاد التي أتركها

وأمشي إليّ

إلى وحدي في ثنيّة تنتهي بي إلى ناري

التي تحرق كلّ كتب الزيف والتخريف

أنا الذي عشت أخيفك

سأكمل مشواري

أنا الواضح المرعب المخيف

من حيث يبدأ قلبي عدّ معبودات قلبي

ومن حيث أحرق الصيف بالصيف

ومن ورق يشرق

كلما أشعلت الشمس جلدي الحيّ

بلهيب الحبّ الشفيف

وسأنتهي كما كلّ السابقون

علامة ما عاشت على لسان الخلق

تزيدهم عشقا

تزيدهم حبّا يوقد شمعة السهر

على شاطئ الحلم المقطوف...

المهدية / تونس 21/22 جانفي 2018