/image%2F6533527%2F20210503%2Fob_f5c154_rxnatvl.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
*1* نمط:
هاجس أنت..
أم تشوّه ما في ذاكرة الساعات؟
نمط أنت..
أم سخرية اسم غامض فقط؟
حلم أنت..
أم حبّ من الماء احترق؟
بناموس تسلّط.. السلط؟
أأنت أنت..
أم أنك زئبقيّ يدّعي الوقوف على وسط؟
يا سيدة روحي..تأخرت
تأخرت كثيرا في الردّ والوقت انتهى
ما عاد للوقت في الوقت وقت..
أنت لست سوى شبهة
شبيهة بضاعة يسوّقها النمط
في أزمنة الخلط والأمكنة الغلط..
*2* معاينة الحالة:
كذا كان..أو كذاك
أو كمن
لا أحد..
ليس ثمة من يجير النسيان
من توسّل الشوق
وإجبار الغضب على الاتفاق والقلق
يرضخ اللسان لتقمّص المعاني
والأغاني الفقيدة مفقودة حتى الآن
من لوح ليل يفوح ليله عويل الليل..
كذا كان.. أو كذاك
كالذي يمزّق الكلام لكي
يحفر في الماء قبره
يدفن حكايات العمر البسيطة والمعقّدة
يفتح نافذة صغيرة
ليطل على روح تحبّ الحبّ
يا أنت الذي كنت
يا أنت الذي أنت
يا أنت كذا كنت
أو كذاك عشت
أو كالذي بعدك
بعد أن ولدت في ذاك الذي متت
فيه أينما حللت...
وطئت بلا سبب طينا منه جئت
وما جنيت سوى
بلا سبب ذهبت..
كذا كنت
كذاك
أو كالذي
كما أنت...
*3* شبهة:
نامي
نامي على أوراقي
نامي في أرقي وأشواقي
نامي على سهر
نامي على سفر
في سفر
بعد قليل
يكتمل كحل هلال العمر
في الأعين الليلية
بعد دوران الريح
حول الريح
وحول الحكايات المنسيّة
ونسهى
لكن لا ننسى شمس المغني
في فرح ضحيّة
وسنشرب بعده ما تيسّر من شعر
ومن صرخة وجد
تتناثر مع القوارير فوق طاولة بار شعبيّة
أعتلي عرش سماوات عجاف
خذلها الصمت بالإنسان
الذي لا يخاف شهوة الكلام
فيقتله سرّ الصلح والإنصاف
في ما يردّ إلى صوت علّق القمر
على مرارة آفة الحبّ
أنبت وترا من ضفاف أعماها رجع صدى
لطم الماء
على جدران مدن الأحلاف الخصية
يا سيدة تضوع عشق
لا الليل كتبني وما كتبت سواك
بكلّ ألوان نهاية الأطياف
في حمّى الإفراغ على أيام من التحاف...
لا إتحاف فيها سوى الموت حيّا
في جبّة الاستنكاف
*4* مزموم:
يا هذي الأرقام المترهّلة
ماشية في التحلل
تهلل للمعتل
وتخربين وجهي بالذوبان في التسلل
أسأل أيامي؟
أيامك؟
هل كان للأصل مدخل لمنهل؟
أحمل من لونك ليلي
يطول في الذبول
يحميني الحبّ منك...ومنّي
يصنع من عيوني قطّة ليل شاردة
تصلّي لرغيف الليل
تسكن قبو البرد
تشعل رسوم فوق بقعة وجع بالليل
تزرع زهرة في زهرة من زهرة
تزهر دفئ الليل
أنوثتها من تراب النار
وقلبها لهيب الكلمات
لا تأجّل سحرها لتسخر من المساحة
فالتعب ليل والليل تعب بالليل
وعيونها تتكرّم على الظلمة بقبس
يفضح الليل لليل...
*5* وعد:
سنلتقي ذات مساء
سنلتقي في الهوس
في شوارع طالما لبسناها كساء
سنلتقي في لحظة مغروسة في لحمنا
نلتقي في وهلة مغموسة في حلمنا
أو في معجزة نلتقي
محفورة على جلد قربان
نكونه ساعة حبّ
على عشق نلتقي
في كلمة نلتقي
على قلق نلتقي
في تعب نلتقي
مدادا نلتقي
أو في ليل لا يجعلنا سواده
عبيد أفخاذ النساء
ونلتقي...
*6* إلى دكتور قليبية "96":
حين بسطت للحان وجهي
كان الله قدّام وجهي
فتح ملكوته لي...في وجهي
إذ بك يا أنت
تقف بين روح الله فيّووجهي
تنحى... هيّ تنحى يا هذا ال.. أنت
ليدرك الله أسرار قلبي الشقيّة
يسكن حيث يكون
يرتاح في روحي
يبوح بالسكر في سكري
يشكّل وجهه على وجهي...
*7* إليك:
غادر هذي المدن البائسة
لست الواحد الأحد
غادر قلبك بلا وجع الرجوع
لست القاهر الصمد
غادر دنياك على عجل
أنت هيكل البيت والعمد
وأنت المعبود
والعابد
فلا تكن عبدا لأحد...
غادر وهمك بلا هلوسةولا وسوسة
قبل تهدم العروش واحتراق المعبد...
*8* نميمة:
عاد اليوم السابع تابع بلا أسباب
خرج علينا مما نسيناه
من الأرض القديمة
عاد لخارطة اللعنات فينا
لأيام من ذاكرة الحساب
عاد اليوم السابع من حيث أكّد الوعد والميعاد
عاد بما لا يوجد في كتاب
عاد اليوم السابع
ليعيدنا كتاب...
*9* حفل تكريم اليتيمة:
التقطي صباك من قلبي
انتشري في الوهم وفي الضرورة
التقطيه من الحتميّ
من شاعر كالذمّي يعيش في ملكه
يدفع عمره ضريبة البقاء على براءة
على دين كلمات لا تقي صاحبها
شرور الطهارة
وبرد الموت
ولا حرّ الغربة
التقطيه من كشوف الرّمل المتحجّر
في جيب الحضارة
من أمل ما
تخفيه طواحين البصر
لتحذفه المناسبات السعيدة من أغانيه
ومن دفتر عذارى الصور الإعلاميّة
من بشارة في أعين صبيّ انتشر في المكان زمان
من حبّات مطر من تمر
تغسل جدران منفى
هو المستقرّ
من خبز مرّ
ومن بحر لا بحر فيه
سوى نار تستعر
من موج التقطيه
من إدمان العصيان ومن الخطر
من حبّ شارد في غبار القبر
الأقرب إليه من البلاد
التقطيه من اسمي
قبل أن يودعني العمر
في ترانيم أعياد السكر.../...
صيف 1996