*نسق الحياة حلم الليل*

المختار المختاري 'الزاراتي'

يرتكب الليل خطيئة الحلم

وينساق القلب في ترتيب الذكريات

سماء نسيت ظلها على الأجساد

المختفية في الصمت

والخوف

شوارع تركت بصمتها في دفتر الحبّ

متروكة لربّها

يفعل بها ما يشاء...

وأنا أمارس سريّة الكلام

في منطقة تراكم الجنون

سئم النهار من عطلة الموت

وتنفّس القلب أغانيه

أيّ طريق يحملني إليّ أكون له شاكرا

وأي تفاحة تمدّ يدها لشجرة الخلق

أسقيها نبيذ عمري

قبل الرحيل...

ما كدت أسقي روحي رغبتها

حتى التقت الشهوة

ومعاني الوحدة

فكتبوا على قلبي

رقيّة شرعيّة

ومنحني الليل بحره

لأكمل تعرية تسبيحي للأيام

التي رمتني على ضفاف شاطئ الغرام...

هي أنساق أبثّها في نغم أصواتي

فيأتي الصدى زبد

والبحر غامر

بعناقي في وضح الشمس

وتأكّد القلب

أنّ الرحلة مازالت تطول

رغم توقّف الكلام على الكلام

أيّ أنا

وما الذي رماه البحر على رذاذي؟

سوى رائحة شمعة

ودمعة كأس من فرط البرد

والوحدة...

غربة تقتات منّي أجمل سنيّ مشيبي

وتكبر في مغارة الوحي...

صرفت عنّي كلّ ذنوب القدر

وسئمت التودد للحقيبة

كلّ أمالي بذرتها في أرض يباب

وخراب التاريخ

نار تحرق الحبّ

والكلمات التي تغرر بصاحبها

ليذهب بعيدا في الكلام...

والليل يرتكب خطيئة الحلم

أنا لا ندم فيّ ينتخب اللعنات

ولا أنا سيرة مكتوبة على رقاع الخارطة

أنا فقط إنسان

يعشق… يحبّ

يحرّك أنامله

للمس روح سيدة

تطلّ من خلف الصور

وتنحت شبحها على قلب ثمل بالأوجاع

وما كدت أفيق من غفلة العنوان

حتى فارقني خيال الليل

والليل وحده مرتكب خطيئة الأحلام

يا عمري... يا كذب التاريخ

وزيف الحاضر

أفلت منك ومنّي

وغنّي للمدى... الحبّ ربّ

والمنايا وحدها لمن يختار الوقوف

وخوض الردى

يا أنا الذي عشت أيامي

بكلّ ما في أيامي من جرائم

وحميت الحمى

لن أنسى أنّ الليل وحده رفيقي

والليل حبيب الشعراء.../...

شاطئ قرطاج (بيت الحكمة)

17/04/2020