/image%2F6533527%2F20210523%2Fob_d3b803_rg9haa3.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
وقفت عقارب الساعة على رصيف الوقت
وبادرت بترميم جدار البيت القديم
ردمت أولا صورها التذكاريّة
ثمّ وهبت من خزينة أحلامها
لقبا للزمانا الهستيري
زمان ضحيّة...
ولم تدري تلك العقارب أنها
خلّفت وراء ستائر المقدّس دفتر اسرارها
فباتت في نشرات الأخبار قضيّة...
ولم يتجاوز القمر بعد منتصف البصر
حتى عاد الى البحر الذي
من ظلمة الكفّن لحّف عقارب الرصيف
ونام على جدار البيت القديم صوت مخيف
وتردّد في الصدى لون الهزيع
فجفّ في حلق المؤذّن دم كلّ الإنسانيّة
قالوا أنه من جنّ سليمان
وسليمان بعد على عرش الحكاية
يحاكي طير أبابيل في رقصتها
ويسلّم مفاتيح الشمس لعذراء محظية
ويسخّر جهنّم الجحيم لتحرث جسد الرموز
أكان الوقت عجوزا؟
أم أننا بلينا بالوقت البلية
يا خارطة الأوجاع أما من داع يلقي حجرا
على صورتنا؟
أما من برق يرشق غضبته في قلبنا المتورّم
من فرط ما نحن أمة بغيّة...؟
وقفت عقارب الساعة على رصيف الوقت
وبادرت بترميم جدار البيت القديم
ردمت أولا صورها التذكاريّة
ورقصت على جثتها
كمن راقص غيم العواصف في لجّ معتم
أو يغنّي للغضب لحن الخديعة الحميرية
يا رشق الزبد...
بدّد عمر الزمان...
وأربد حتى يزبد ظمئ الندمان
هذا الحان ضيّق
وعقارب الساعة نرجسيّة
لا تعترف بغير الأفخاذ الملكيّة والسلطانيّة
يا رشق الراجمات
ضبحا كلّ العاديات
والليل طويل... طويل هنا
والقلب عليل حدّ ترتيل البكائيّة...
يا حبّ التراب
خرّب كلّ هذا الهراء
وأقبل من عقارب الطين
فأنا هنا أعدّ الليالي
ليلة بعد ليلة
هل من طريق لفلسطين...؟
هل من طريق لشرف النهاية
على أرض العمر الحزين...؟
هل من وقت لي أنهيه
في رقصة مجنونة ثملة على ارض البدايات
أرض العرين....
وارقص زوربا لمرّة
في عرس الأرض على ارض الأنبياء
وقدس المؤمنين...؟
17/05/2021