*الاشتياق المرّ في زمن الحجر*

المختار المختاري 'الزاراتي'

اشتقت

والنسيان نسينا

ونسينا الورد

وصباحات

كانت

تعد فلا تعد...

اشتقت

وافترق الحرف عن الحرف

فاحترفت وحدتي

والصمت

وعدّ الذي لا يعدّ

أجوب شاطئا الوباء

وأطوف بموجات

لا تجيب

وصوت السحاب يردد

نحيب النوارس

ويصدّ

ما بي عنّي

لأنّي

اشتقت...

وانتهى منّي

فيّ

الضدّ

والغيم تنفّس قلبي

وحزن عمري

فكتب على الأزرق

صدر بيت

وعجزه يمارس عجزا الخطى

لتلقى حزنها على رصيف

هناك

يمحى أنفاس يدي

وهي تلامس يدي على خدّي...

اشتقت

وكلّ الذي مضى حلما

من بعيد

إلى بعيد

كتب القصيدة

وانتهى قصيد

والقصد قصدي...

وهذا أنا

وخطاي تمشي على جمر القلب

بالحان الصمت

ووتر الموجات

يهذي في الروح بين شدّ

ومدّ...

والجزر يرجع الحبّ

إلى مواقع مكتوم

على ورق البردي...

اشتقت يا أنا

وترسّب في المدى تنهيد

وما كنت الهوا بي

ولا بما رسم القلب

على ورق الورد

لكنّ الأيام عالجت الكبت

ببتر اللسان المنشد

هو الزمان يقضي بما يشاء

وأنا الذي شئت

فلا مهربا

من شدّ القلب

إلى حزن الشدّ

وإذا كان واشتقت

اسكب كأسي في حشايا

وأمكث في الصمت

وأفجّر الروح

وأسهر مع النجمات

أعدها عدّا

حتى أتلف عقلي

وأنا المتعمّد...

يا هذا العمر المهشّم على مرفأ الغربة

خذ بعضك

من بعضك

وارحل بعيدا

حتى ينتهي فيك البعد

وترسو على حبّ

يرتله النخل والبحر

من قبلي ومن بعدي...

وحين تشتاق مجددا

خذ قلبك من قلبك

واغرسه في الماء

والملح

حتى يكتفي من جرح واحد

ويصعد بالروح

إلى أقاصي حلم 

لا يعبث بوجدي.../...

في ذكرى 9 افريل من الزمن الكوروني

09/04/2020