*حوار سريّ في الزمن الكورونيّ*

المختار المختاري 'الزاراتي'

وهبت قلبي

كلّ ما أمتلك من ورق

ومنحته الحبر

وأصابع لحمل القلم

وقلت أنطق...

قال لا شيء عندي أبشّر به الناس

سوى عشق يشرق

من خلف الأيام

ولكلّ بحر غرام رونق

ولا أمتلك من الخلق سوى الليل

يغفر لي شوقي

وصمتي

وحنقي

والقلق...

ولست أنوي تصفيد الزمان

فكلّ الوقت

صخب

يسبق لحن الحبّ

وأئمة الفتاوى

وكلّ العيون المختلسة

وألسنة البغي

في قاعة العرض

حاضرة بكثافة الواقع

تسترق السمع وتصفق...

قلت أما آن

أن تكتب تاريخ المكان

والزمان الذي خلق الخواتيم

نسّق الكلم

وجثم على صدر المحزون

وهو يشتاق

ورغم المرايا المهشمة

يشرق

يستنشق عبق الحكاية البعيدة

يسلّم بحتمية الغياب

ويطرق باب المشهد العام

من خلف الحاسوب

ويبرق

قال...

هاك الخلاصة

هو الذي عرف

ويعرف أكثر مما يجب

أنّ الحبّ سرق عمره

ومازال يسرق

فخذ عنه

ومنه

وسلمه للدنيا

ربّما كتب على اللوح المحفوظ

قصيدة تحرق قلب الدنيا

وتغرق البحر في بحر يطبق

على متى تبق منه

على حافة النسيان

فيسبق حلمه إلى نهاية تصدّق...

يا نازع فتيل النار

من القلب

والقلب انفجار محقق

ارسم على جدار المدينة

اسم حبيبة

ذهبت حتى نهاية تخرق

كلّ شهوة

على ورق فقد في الأيام

مع الأيام كلّ نسق

وتطابق

انطلق... معك الربّ

اذهب إلى زمانك 

مغفور لك

يا حبيب الجنان

والجحيم المحدق.../...

شاطئ رادس

في الزمن الكوروني

19/04/2020