وطن لي وطن اللاء والشعراء والعناء

المختار المختاري 'الزاراتي'

غاليتي ليس ثمّة شيء يمنعني عنك

سوى وطن شردنيبين القوافي....والمنافي

وأرصفة الحزن والغربة

وما أهلّ لغير شعب يزدرينا هنا

كانّا هنا ثمّ غادرنا بغير إرادة

واليوم جاءنا ... تركنا الورى للوراء

وفتحنا أشرعة رغيف المشقّة

للريح المتغطرسة

جاءنا من الوارف فينا.. ومن أحرف لا تبيت على ضيم...

ومن اللوح المحفوظ في قلوب العاشقين جئنا

عانقنا الحبّ الذي سمانا نحن

جئنا من بحر لا بلادا فيه.. سوى لحمنا الحيّ

ودمنا قيد ميراث سلالة الهائمين في الصحارى

ومن بلاد بحر جئنا

من شمس تركب مراكب أروح السماء

من مثوى التراب.. ومن دروب الليالي

ومن قصيد لا يوجد في كتاب جئنا

من هنا...ومن الهنا نحن واليوم جئنا

عشّاقا / عبّادا

وحجيج لوطن جمّع في سفينته

نخلا لا يموت إلا واقفا

فلا شهوات تهزّنا لرحلة الكأس

ولا خوفا / أو هربا

بل حقّ علينا أن نعاقر الحلم

ونلبس نساءنا كساء ليل القلب

نحن عنوان النزال.. حتى منتهى المنتهى

نحن عنوان المكان ونحن أمّة الشعر

والفخر بالجود والكرم

وبسلالة الأشاوس

ونحن لسان ليالي الحبّ

نحن أشعر الشعراء

نحن عنوان الوحيد للصحراء...

يا بلادا لست فيهم سوى

رقما في صناديق بغاتهم

وهموا تعب الليالي الحالمة على استحياء

كم ودعت منّا قوافل

لتلد نساءنا جحافل رموز أسماء

لم نودعك لوهلة جفن.. حتى نتواعد على أمل لقاء

يا وطنا يكفننا ببحر وبنخل وزيتون وتين

وزلال رضاب صبايا.. تقينا شرّ النوم في عراء

يا وطنا لا نعبده وثنا.. ولا نشرك به والعمر ذهب إلى خواتيم

ولن نحفر قبورنا في غير سماء كهذي السماء

يا أيها الوطن سلاما / وسلاما

وسلاما تماما كما لو كنّا نرحل الآن

إلى كفن بالعزّ نلبسه

وبتاريخنا الذي كتبناه بوجعوتعب.... وحبّ السنين

والأشباح الأشباه الضعفاء

سقطوا وما سقطنا

وطلبوا وما طلبنا سوى الغايات العظيمة

وليكن الليلة بساطي قلبي

وبساطنا نحن الشامخون على صخرة البلاد

حرّية الرقص والفرح والغناء.../...

الحمامات – تونس (24/ 25)/12/2017