/image%2F6533527%2F20210503%2Fob_96f02c_14034846-1169383936438276-721302708088.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
أنا لست أنساك..
ولست أنوي أن أمرّ إلى وطني
وهواك...
يشرب من قلبي ثمالة الوجد
فاسقني واشربي
واسقيني
أنا لست أنسى
أنا نسيت...نسيت
نسيت أن أنساك
أن أنسى...
انحناء الأيام لثرى خطاك
لست أنسى كأسي تعاقر الليل
وتعبّ من غربة
تدثّرني بسماك
فاسقيني واشربي من ثغري
غلاك...
فاتنتي...
والقلب دونه الخواتيم
والأعالي يقطنها
سكارى الحبّ
والموت جدار
تعلوا خياناته للعشّاق كلّ الأفلاك
زمن الزمان الذي ينساني
حين أتناساك... أو...
يشحذ أسماءه في قوارير
أحتسي موسيقى روحها التي روحي
من ذكراك...
فاسقيني...
واسقينها عاتية كموجة
تحطّم قصري الرمليّ
على شاطئ منفاك
هل موسى كان ليلقي عصاه؟
لو كنت موجودا؟
وكنت جبّتي
وأرض ميعادي التي...
وهبتني كلمات عراك؟
هل يصلب على القلب نبيّ؟
وأنت الحبّ الذي أرضعته
لكلّ أنبياء الزمان
وأنت التي عبقت قلوبنا بشذاك؟
وأحمد الذي نذر صدره للشرح
هل خانه أهله في العتمة؟
بقدر ما خان الأعراب
رعيانهم؟
فدسّوا الموت مرارا
لفقير كلّ الفقراء...ظناك
وهم من توسّموا في الزمن
ما يخرّب صوت الهلاك الذي زرع
في قلوبهم الذي ما أدراك ما قلوبهم
العابدين ...الخاشعين...الوارفين
العارفين بأسرار العمر الذي يهون فداك
ومن ينادي (يا أولادي)خسر المعركة
ومن لا ينادي خسر الزمن
ومن خصّب قلبه بذكريات الفقراء..
الكادحين...
هو الورع الذي يموت عطشا
لما يدرّه نهداك...
بلادي والموت قاتلي بالحبّ
تفاقمي في البلاء
فانا لم أولد إلاّ لأرد عنك بلاك
أنا الشيوعيّ الذييغرس قلبه في التراب
ليجني من الأيام ذكراك
أنا الشيوعيّ الذي نذرته أمّه
في قمريّة ليردّهم بالخزي عداك
ليعفّر بالزلال حبر العين
ويخطّ على الصخر
كلّ أنساب العشّاق
من أربع وفدو على القلب
طائعين لعلاك
فاسقيني واشربيحبّا...وحبّا...وحبّا
يحيي كلّ من قتلتي من أنبياؤك
وفرسان الليل
الذين حرّروا رحم الليل
لتلدي ليلاك
تونس في لا تاريخ 2012