(من شرّ ما خلق)

المختار المختاري 'الزاراتي'

فلق..فلق......قل أعوذ بربّ...

يشفق على عاشق...

تسامى في آيات القلب

ومن غضب لا ينتهي...

يريح ذبيح الليل من رتق الكلمات

وما علق في ملحمة ألتوق فينا

هي غاية تقصينا....

عن لوح النبوءات

وتأتمننا على علق

ينتشر في مساحة تسبق روحنا إلينا

والأرض لا تنشقا لتبتلع كلّ هذا الورق

الذي يبوح بأسرار الخلق

فنستنشق طعما الموت ونفاخر...

ونكظم...نكظم     

نتألم...

فنبوح لما يشبه وجه سرق منّا على غرّة

تذوّق شراب عبق بسحر التألق

فنصرخ متضرعين...

فلق...فلق...فلق

ونقول... كلّ مآسينا في مرة....

و ما لا يتفق

مع ألوان ما شقّ علينا وداعه

ونحن نلوك لهاث الطرق...

نشقّ مسارات الأغاني ببارقة أمل.....

فيلوذ بنا القلق...

قدرنا سيدتي أن نموت من شدّة القلق

ونغرق في نسق سلالتنا

وتأخذننا الغواية إلى بديهة تعقّ..........

وتسرق وحينا

في ارتباك الأيام التي ترتكب اللؤم

وتغلق...

محراب التمرّد على معنى الهويّة

وتحولنا إلى أرقام من ورق

هل هذا كلّما نستحقّ وطن.......

نموت في محرابه غبنا؟

نشرق في قلبه دما؟...

و نروّي ناره عرق التشكّل؟

نحن سيدة الشفق

لحن ينطق مزامير الروح

في رمق يتألق

ذات سطر شاردا من كتاب

يسحق بالحقائق ألسنةالموهومين

أننا نغدق الطين الحيّ فينا إلى كلّ سارق...

يعشق جمع صور المهزومين...

المصلوبون على جماجم بنادقه...

الملوّثة بشهوات الحرق

لكلّ موعود بالتفوّق يا بلدي... ونشفق

نشفق على غرورهم الآبق.....

سيّدة التكوين...... 

هي شهقة هزتني لجحيم

يورق في عمق همزة حدود الله والإنسان

تحلّق في حلق جوقة الأنساب وتوغل......في النوع

فلا تشبعا من تعبي المتعفّف

أنطلق إلى نطق برهاني

في الهوى قرآن الليل

يرتّق نبضه ما ينكره الوقت

الذي بذرناه في حدائق العمر

فنتشدّق بما حرقنا من البيان

ومن قتلنا من الرسل

الذين جاءتنا بصوت الحقّ..

وتلك خاتمة العشق في برّنا.... وشرعتنا

ومن لا تاريخ له...لا حاضر يؤويه

ليشرق من ثدي يرضع الأرض حياة

لتنبثق منه شمس......

تنطق بلغة الحبّ

فتحنو على كائننا

الذي يتناسق في أفق الأشياء

ويحترق لتضاء أركان البلاد كلّها

ويكتشف سحر السحر....

أننا في الخضم نكون

ونكون الخارق...

والخالق...

والحارق.../...

تونس في:16/03/2014