* نهاوند *

المختار المختاري 'الزاراتي'

يا واهبا الأعمى نور الفكرة

تمهّل حتى أسقي الورق

شفرة أخرى للحبّ

وأعبّ من وجد الوتر

وأحكي لقبري سرّ السهر

على حافة الذكرى...

نهاوند... وروحي... ولحاف زماني

يتلو على الصمت قرآن الخمره...

وأنا... وأنت

سيدة البصيرة

نشقّ عبابا السكون

وظلام الدنيا

بعرق لذيذ يسيل

على سرير وطن محبرة...

كم سئمت هذي الطرق

وكم سئمت حتى بزوغ الشفق

فحين ينطق القلب

تصمت كلّ الألسن المقفرة

ويقول ما لا يقال

ويخطّ على الجباه عناوين التعب

ودروب العثرة في الخطى المبعثرة...

وتحلّ رموز الغياب

بعين ترى ما لا يرى

من وصيا الحقيبة

التي أقفلت في فيئها تعاليم الليل

حتى لا ينخدع بقصر مسافة السفرة...

يا واهبا الأعمى نور الفكرة

هذا المساء ونهاوند والبحر

يرجّ روحي بما في الريح من غضب

وينتحل شبحه ليغرس في قلبي

وحشة مرّة...

لكنّي طويت الرحب

باحثا عن سراب في السراب

لم أجد له صدى

سوى في إنسان البسمة الماكرة

وفكّروا... ومكروا

وأنا أشدّ الماكرين إذا ما فكرت

وأكبر من الوجود كلّه

لأنّي فقط من نطفة جمره

ولدت... ونشأت في نار أبدا مستعرة...

فيا واهبا الأعمى الفكرة

تمهّل حتى أسقي الورق

شفرة أخرى للحبّ

وأعبّ من وجد الوتر

وأحكي لقبري سرّ السهر

على حافة الذكرى...

11/02/2021