/image%2F6533527%2F20210425%2Fob_2e2271_download.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
يتسرب الظل إلى جثتي كماء بارد...
وأنا أجوب شوارع الحزن الخلفية
أرعب مجالات الصحو
أحزب الكلمات الصامتة...
أستدل على هامتي بين الخلق
بأرواح شياطيني...
وأسدل ستائر النسيان
بالي من أحمق...مجنون
ككل المهزومين أحييي الواقفين
خلف جدار الوظيفة
وأمنحهم قليلا من الأمل...
بأن الزمان الأبله ربما...
يغير خططه ويدمجهم في مصاف العاطلين
ثم أتسلل إلى ظلي الذي لا
يفارقني...
يرافقني...
يقلقني....
يوافقني....
أنا الذي كنت هناك
كيف وصلت إليّ مناديل المودعين...
الموعودين بامرأة تفيض شبقا ليليا...
أيتها "العفريتة"
انتزعي مني اعترافا
بأني احبك أكثر من صوتي...
لتجددين شبابك أمام...
شبابيك بيوت المغامرات الملتهبة...
وتكونين سلطانة همي
صبيتي...دعيني إلى عفاريتي
أمشي إليها
لتلهمني طقوس إبادة وتحرمني من اللهو
بالأصوات...............
فأتحرك في كل الاتجاهات
أتحرق شوقا للشاسع من القبور
لقد تربينا في قبور ضيقة الضيق
وانهزمنا حتى في استيعاب الهزائم
وليس بالجديد أن نبك في الحب
ونفترق في القرب
لنقترب في الفراق
ونسب بعضنا بعضا ...ثم نكتب
نكذب على دمعنا يعني
صبيتي ...هاأنا ذا أتحرك بأغنية غبية...
أوسوس في صدرها
بأن الحب موت بطيء..
فلا مجال لممارسة الحياة بغير
عقاقير من أفيون
عسى أن أنسى وعودي الزائفة لكنّ
بغد أجمل من ترياقي ألصمغي...
أدوس على ظلي تحت جبّة المدينة
فأتبعثر على الإسفلت حزين... ثمل
ويكنسني عامل البلدية بالليل...
أولد كل صباح من بيت بعيد
بيت مفتوح على الرياح الأربعة بتغطرس الواله
بيت أباح لي الغناء بصوت خفيض
حتى لا أجرح شعور المدرعات البشرية
والذين يغطون سوءاتهم بالكذب عليكن
أشرب قهوتي المرّة في مقهى القدر ...
وأتصفح جرائد الشعوذة اليومية
أفرح لأنني مازلت أتحرّك
وأفوح رائحة العشاق
ألكريهة عند الساقيات
أتحسر على أيام الفقد...واسكر...
لأبوح لكم بما في الكون من المتغوطين
على حلمنا البسيط
ببيت نعمّره بأنفاسنا الحارّة
وسرير نفرغ على أنينه جحيم اليومي...
نتسلل إلى جرم التكلم ...
ونتحرّك في كل اتجاهاته بغبطة
وفي كل جهة يرمقنا الوجه الرمادي ذاته...
يتقيأ أخبارها ..."...بأن ربك أوحى لها..."
بالرحيل...
هو الليل... وحده رفيق الفقراء
يستر عوراتهم عن أعين حاصدي أسرار العراء
ويمنحهم قوّة الحلم ...
فيتحركون في كل الميادين
وتبتلعهم أرصفة الغربة وهم منشدين
في كلّ مكان غربة
حتى في البيت غربة
ومدرعات للديمقراطية...
29/1/2009