ولع خارقا للروح...

المختار المختاري 'الزاراتي'

شبت ... شبت ... شبت
وبنيت قصورا
في الجمال
شبت ... شبت ... شبت
وتنهّدت كثيرا
حين اكتشفت
حقيقة السؤال
شبت ... شبت
وتعرّيت ...
عبرت إلى دنيا الخبال
شبت ... وجاهرت بوصال الروح
ماذا جنيت ؟
ماذا يا قلب جنيت ؟
لا شيء سوى رعب الخيال ؟
شبت ...
وتدرّبت على حمل الهمّ
وتدبّرت شفاعة الموت
من قميص الضلال ...
شبت ...
ورغبت في دنيا
لا يفصل بين قلبها
واللسان...
سوى سماء بلا الظلال ...
يا وطني
أذود عن وحدتي
أذود ... أذود بشراسة واله
يا أمّ صارعت الماء قرون
يا أمّ أورثتني أجمل حبّ مجنون
يا أمّ ...
أورثتني دمي
البرّ ... الأبيّ ... الحنون
أورثتني بحرا يلفّني
وجبل يزفّني ... للتلال
بحر من أرزاق
بحر للفراق
بحر لأفاق أخرى
يصعد قمّة الصخرة بدلال
بحر لرغوة الروح
يسحر الدجى بفرج آت
مع عمر الدوالي
طالت سنين العذاب اقلب
طالت ...
وشبت ... شبت ... شبت
ولم تزل الليالي
خرافة هاتي ألليال
شبت يا وطني ...
وعمّر العمر في خراب أطلال
والقلب ذاب في اللقمة الحلال
وغاب طيف الأحبّة بعيدا
بعيدا... بعيدا
وعدت كما البدء وحيدا
يشرّدني السؤال عن حبّ
ما شاب مع الأيام
وما تاب عن عبادة الجمال
شبت سيدتي ...
شبت ... شبت ... شبت
وما بقي في رأسي
غير قهر المحال
كأنني طفل أعادوه لجنّته
وللج الهوى
واللهو مع الآمال
شبت سيدتي
وحضنك لم يعد يكف
لعناق الرحب
ونكاح الكلمات التي
تسوّي بين الحبّ
وبين كؤوس خمره
تخلق في الروح مليون مجال للحب
ولانكسار الهلال
على الماء المزبد وصال
شبت سيدتي ... شبت
وتعبت من صحوتي
وسئمت دنيا
يحكمها إذلال
عسى نكون عبيد أيام ...
'جهّال'
ننتمي لدواب لا حلم لها
ولا سؤال عن المآل ...
شبت سيدتي ...
شبت وخانني زمني
حدّ التهليل لموت
ينقذني من أهوال عمر ضاع
زهدا ... وغربة
وحدي أقاتل وحدي
ووحدي أظنني الكمال ...
شبت وطني ... شبت ولن أتوب
عن حبّ يسكنني روحي
وينقذ ما بقي من خطوي
في طريق كلّه أوحال ...
.../ ...

7/4/2010