/image%2F6533527%2F20210425%2Fob_244738_73323253-575197359921778-2256160631419.jpg)
المختار المختاري 'الزاراتي'
جميلة… أنت “جميلة”
والريح تنسخ ما نسفها الهامش البدويّ فينا
يؤم الغضب دفاتر الناس
وما نادوا … ما أرادوا … لكن شبّهت لهم روحي
قرنفلة برّية
من قلب تفاحة عدن
هنا أنا بخجلي الفطريّ أقدّم لك حبيباتي … بلا استثناء
وأمضي إليّ لألتقط الليل من ذوبان الرمزيّ فيّ
هي الذكريات شمعة لم تفلح نار الأزمنة الغريبة
في دحر سماها
تصنع من دمعة البلاد منتهاها
وأنت جميلة كما عهدت روحك … يا أمّ
لا حيلة لديّ… سوى اعترافي …
إنّي أقترف الحبّ … والحياة بخصال النصل أللذي
خانني ذات قلب … وسدن أصنام أزلام
كم لقّنها تهجّي اسمي من ظلاله
هي دروس لعمر أنت منه ماء الملح الوتريّ… يا أمّ
لست الوثنيّ في الحبّ
وأنت علّمتني كيف أطهّر الحجر المرصوف على حدّ قطوف الذاكرة
يا أمّ … يا أمّ الشعب
الذي همّ بالأسئلة… ودنا من عنقه مرتان
ليشكّل ضلوعه في إغاثة الخطأ الفطريّ
هو الطير السحريّ يمشي ولا يمشي
لتساقط روحي على أقلّ وطء للغياب
غربتي طالت … والموت يرقب نهاية أحلامه
في التنكيل بجسدي … لن يفرّ إلى أبعد منه في القصيدة
لكنّه يدرك قيام الليل … ليطير إلى معابد روحي
يسحب رايات البلاد إلى طوطم يغلفه برغبة الضحك على ذقون الحالمين
يا ه … يا جميلة … كم أنت جميلة
في حضورك والغياب
يباب هذا المساء بعدك… بلا شاي ولا حتى قهوة يسكّر ابتساماتك
المتآمرة والفرح
كم كان الكدح جميلا … والمكابدة رائعة
وأنت تنحتين وجهك على النعناع بلسما للأرض الموحلة
والمحصّلة حزن … حزن
وكلمات عن الذي فات منّا … من نغم الرفض
فاجتمعت مراقد الناس في صحراء الخوف
كم أنت جميلة … يا جميلة
كخميلة تفوح على مدى البصر … سفر لمستقرّ ما
في جسد كدّسه الوهم على حاشية الحداثة
حين يهمل العقل عقاله
وينبذ ما صرف منه الضغط من كبّالات
“كرنفال” من خوف يسقي الصوت سمّ الحكايات الذاهلة
في قوّة الخارق فينا … وفي اللغة
لا دينون بلا دنان عندي تسقيني شهوة الحبّ
الله … يا ألله كم أنت جميلة
ونخلاتك الغريرة تبيح صلاتي للجمال
ولبحر من سحر الجنوب الذي لا يتوب عن اقتراف الحبّ
وعصر سكري … ذات عصر
برضاب ثغر قمريّ يدعوني للعصيان
ألحاني خمره روحك المعتّقة بالعزّ
فاغفري تعبي المدنيّ بطبعه
حين أصرخ في الكثيب أنا الشيوعيّ الذي رغب الشهادة
وأفتخر … لأنّك فيّ … وبك حتما أنتصر… يا جميلة
وأحفر في القلب أحرف الوجد
وجمر الأسئلة … هي أخرف تحرق البائد
وتسوس وجهي لأرفع الضيم عن وجهي بالسلالة
التي تتمرّد في كلّ خريف الله
وحين يطيب الوقوع في الحبّ لقلبي الخاشع للجمال
وأي مآل لنا سوى الحبّ يا بلادي
وأنت “جميلة” البلاد … لا يحيّرني مناص للخلاص
لكنّي أوجّه الأرض في اتجاه شبقي
وأقلع عن التوتّر … لتكبرين فيّ صور لليل المازح
يمزج خالق التمرّد… بالخلق الهامشيّ المشرّد بعيدا في الأسماء
سمائي هنا … وهنا أنت فيّ أرض جنوني … الغرّاء
أرض الحبّ المباح لكلّ فقراء الكون قاطبة
يا أمّ ……………….
حثيثا غربتي تدفعني للهذيان بخارقي
ولا أمرّ من مرّ المخدّر … لسفري في الضغينة
قولي صمتك للمتستّر في صخر الوادي
ينحر ضمير المستترّ في الأبد … يسنده برغيف الوثن
ويسخر من صمت المستقرّ
هنا حقيبتي حبّرتها بدمي … أأنا غجريّ أضرب في الأرض
على غير هدى …
أأنا خرافيّ حتى هذا الحدّ
وأقراص مخدّري ماذا أنا صانع بجذوتها
وهي تأكل ما تبقّى من عمري … يا جميلة
هل أعددت لي قلبك لأرتاح فيه ذات انتصار على الموت
ومساحة الرؤيا غداة تعثّر الكلمات على سجّاد الغموض
تروّض الغمر ليعترف بالشجن والحنين
أننا البلاد حبيبتي … معا فيها نشيد الزبد الراحل المدمنين الشعر
يا جميلة … أعترف
لساني يقودني … ولا أقوده لحدّ أظنّ أنّه يبتر علّيين
مسرفا في التعرّي السافر على بوابات الليل
أجوب قلبي بخاطر هو كليمي
الذي لا يدين لغير الحبّ … يا أمّ
فانتظريني في رفرفة الروح الخلق في ساحة الرزق
وخذيني إليّ … حين يسبقني إليّ “عزرائيل”
كم أشتهي أنوثتك … في أنوثة رفيقتي
وأوجّه وجهي … بلا تدرّن يدرك علقم الشهوات
والتاريخ قصّد القصد من الوصل … ولا حلّ لسمرتي العلامة
من لثم الحبّ المندسّ في جسد المعبودة … يا أمّ
حين تكشف المرايا وجهك القمريّ
جميلة… جميلة… تالله جميلة
سمرتك التي أورثتنها … لتنتشل الروح من مهد الكلمات
وتلوّن البلاد بالرمز المؤسس للنشيد
تلكم فاتحة الرضوان في قلبك
وتلكم مشيئة الحرّية يا أمّ
تلكم مسيئة الحرّية …/…
ها أنا ذا أنهض من برديّ … ولا سيّد لي ما حييت
ألاك … يا أمّ
ووقّادة روحك الغجريّة … يا “جميلة”
فروّعين بالحبّ … ما أجمل أن تروّعيني كذلك
واجمعيني من كتب البلاد
يا أمّ … لن تكوني بعد الآن وحيدة … حزينة
يا أمّ … أنا قادم إليك … ولو على مهل
لكنّي أبعث منذ الآن إليك … لتعدّ لي زينة الخالدين يا أمّ
كم أنت جميلة
يـــــــــــــــــا جميــــلة
…../…..
البلاد : هنا في 01/01/2011